مشكلة عدوي الكانديدا و كيفية التخلص منها

 

ما هي الكانديدا ؟


الكانديدا هي نوع من الفطريات
تساعد في عملية امتصاص العناصر الغذائية والهضم عندما تكون في مستويات مناسبة بداخل الجسم ، و لكن عند زيادة نموها و تكاثرها بداخل الجسم و الذي يكون غالبا ناتج من نقص مناعة الجسم و نمط الحياة الغير صحي ، تبدا أعراض الكانديدا في الظهور ، و تكون ملحوظة بصفة خاصة في الجهاز الهضمي حيث تبدا باختراق جدران البطانة المعوية و تدخل الي مجرى الدم ، يؤدي هذا إلى إطلاق سموم ثانوية ومنتجات سامة أخرى من الامعاء لباقي الجسم ، او ما يعرف بمتلازمة  ارتشاح الأمعاء. 

عند حدوث خلل في توازن درجة الحموضة الطبيعية في الجسم او PH، يمكن أن تنمو خمائر الكانديدا خارج نطاق السيطرة مما يخلق مشاكل صحية متعددة ، البكتيريا الصحية النافعة بالامعاء ونظام المناعة اللذان يعملان بشكل صحيح من الاساسيات الضرورية لمكافحة هذه الخمائر العنيدة.

"متلازمة فرط نمو الكانديدا" هو المصطلح المستخدم عندما تكون الكانديدا خارجة عن السيطرة بداخل جسمك ، و هي مشكلة صحية مزمنة حيث انه بالإضافة إلى أعراض الكانديدا المختلفة ، يمكن للأفراد الذين لم يسبق لهم الإصابة بعدوى الكانديدا أن يظهر عندهم حساسيات جديدة لمجموعة متنوعة من الأطعمة ، وتشمل هذه الأطعمة منتجات الألبان والبيض والذرة والجلوتين.

الكانديدا يمكن أن تكون خطيرة للغاية ، حيث انه في الآونة الأخيرة ظهرت أنواع "الكانديدا الخراقة" المعروفة باسم Candida auris و اصبحت تمثل تهديد صحي خطير في العديد من البلدان والعديد من مرافق الرعاية الصحية ، هذه النسخة من الكانديدا غالبًا ما تنتشر من خلال الأغشية الحيوية للكانديدا على الأسطح مثل القسطرة والأسرة الطبية و أثبتت مقاومتها للعديد من الأدوية.

الكانديدا من نوع Candida albicans هو النوع الأكثر شيوعًا من عدوى الخميرة الموجودة في الفم والجهاز المعوي والمهبل ، وقد يؤثر على الجلد والأغشية المخاطية الأخرى ، إذا كان الجهاز المناعي يعمل على النحو الأمثل ، نادرًا ما يكون هذا النوع من عدوى الخميرة خطيرًا ، اما في حالة إذا كان الجهاز المناعي لا يعمل بشكل صحيح ، يمكن أن تنتقل عدوى الكانديدا إلى مناطق أخرى من الجسم ، مثل الدم والأغشية المحيطة بالقلب أو الدماغ ، مما يسبب أعراضًا خطيرة ، و في هذه الحالة يشار إليها باسم "داء الكانديدا الغازية". 

هناك بعض العلامات و الاعراض التي تشير إلى أنك قد تكون مصابًا بعدوى الكانديدا ، و تشمل تلك الاعراض الآتي : 
  • إنهاك و اجهاد بصفة مستمرة.
  • الرغبة الشديدة في تناول الحلويات.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • وجود طبقة بيضاء على اللسان.
  • ضبابية الدماغ.
  • اختلال التوازن الهرموني بالجسم.
  • الام المفاصل.
  •  ضعف الرغبة الجنسية.
  • مشاكل الجيوب الأنفية والحساسية المزمنة.
  • مشاكل الجهاز الهضمي (الغازات والانتفاخ).
  • ضعف جهاز المناعة.
  • التهاب مجري البول.

ما الذي يسبب عدوى الكانديدا ؟



هناك العديد من الأسباب المحتملة لحدوث عدوي الكانديدا ، و تشمل تلك الاسباب النظام الغذائي الغني بالسكر والكربوهيدرات المكررة والكحول ، و التي تساعد على إطعام و تغذية الكانديدا و تكاثرها بالجسم ، بالاضافة لعدة اسباب اخري اهمها :

  • سوء استخدام المضادات الحيوية واسعة المجال :

في بعض الأحيان نحتاج لاستخدام المضادات الحيوية لمحاربة العدوى لقتل البكتيريا المسيئة في الجسم ، و لكن مشكلة المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها هي أنها لا تقتل البكتيريا السيئة فقط و لكن تقتل البكتيريا النافعة ايضا ، بالاضافة الي ان سوء استخدامها غالبًا ما يؤدي الي ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
 
البكتيريا النافعة في الجسم لها اهمية كبري ، حيث انها مسؤولة عن الهضم وإبقاء الكانديدا تحت السيطرة ، بعد كورس طويل أو كورسات متعددة على مدى فترة قصيرة ، يمكن للمضادات الحيوية أن تجعل جسمك أرضًا خصبة لتكاثر الكانديدا ، ما ان لم يتم تعويض البكتيريا النافعة بالامعاء مرة اخري ، لمعرفة المزيد يرجي قراءة هذا المقال.
 

  • استخدام حبوب منع الحمل :

على عكس المضادات الحيوية ، فإن حبوب منع الحمل في حد ذاتها لا تتسبب مباشرة في عدوى الخميرة أو متلازمة فرط نمو الكانديدا ، ومع ذلك عندما تستهلك المرأة نظامًا غذائيًا غنيًا بالسكريات المكررة و تاخذ كورس من المضادات الحيوية ، يمكن أن تؤثر حبوب منع الحمل سلبًا على جسمها ، مما يؤدي إلى عدوى الكانديدا.

حيث تجد بعض النساء أن حبوب منع الحمل يبدو أنها تحفز على عدوى الكانديدا ، وحتى بعد فترة طويلة من زوال العدوى الأولية ، بمجرد أن تبدأ بتناول حبوب منع الحمل مرة أخرى ، يمكن أن تتجذر الكانديدا بسهولة بالجسم.


  • الكورتيزون عن طريق الفم :

الأفراد الذين يعالجون الربو من خلال استنشاق الكورتيكوستيرويد هم في خطر متزايد للإصابة بالكانديدا في الفم ، مما يمكن ان يؤدي إلى مشكلة فرط نمو الكانديدا بالجسم ، و لذلك من الضروري أن يتبع الأفراد الذين يستخدمون أجهزة الاستنشاق بالكورتيكوستيرويد في علاج الربو الإرشادات الدوائية بعد كل استخدام ، إذا تم الكشف عن داء الكانديدا الفموي ، فيمكن معالجته بمضمضة زيت جوز الهند مضافا اليه قطرة أو اثنتين من زيت القرنفل العطري الأساسي.
 

  • علاجات السرطان :

وفقا لقسم الأبحاث السريرية في مختبرات ميرك للأبحاث ، يمكن أن يصبح داء الكانديدا غازيا للجسم في مرضى السرطان ويقدم مضاعفات خطيرة. في هذه الدراسة ، كان ثلث المرضى الذين يعالجون من السرطان مصابين بداء الكانديدا الغازية ، و هذا يرجع الي ان العلاج الكيميائي والإشعاعي لا يقتل الخلايا السرطانية فحسب و لكن يقتل أيضًا البكتيريا الصحية التي تحارب الكانديدا بشكل طبيعي.

  • مرض السكري :

في مرضى السكري من النوع الاول و الثاني ، تكون مستويات السكر في الفم والأغشية المخاطية الأخرى أعلى بشكل تقليدي من الفرد غير المصاب بداء السكري ، و بما أن الكانديدا هي نوع من الخمائر والسكر يغذي الخميرة ، فمن الطبيعي أن مرضى السكري هم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة فرط نمو الكانديدا.

  • ضعف جهاز المناعة :

من المرجح أن يصاب أي فرد يعاني من ضعف جهاز المناعة بالكانديدا ، مثل الرضع والأطفال الصغار وكبار السن والذين تم تشخيصهم بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، وغيرها من حالات الالتهابات والمناعة الذاتية.


كيفية العلاج و التخلص من الكانديدا  

 

  • تغيير نظامك الغذائي :

 "امنع السكر و السكريات" تناول نظامًا غذائيًا لا يطعم الكانديدا في الأمعاء ، و يشمل ذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر والكربوهيدرات المكررة ، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على العفن والخميرة ، بالنسبة للكثيرين قد يعني هذا تناول الطعام بهذه الطريقة لفترة طويلة والالتزام بنظام غذائي منخفض السكر إلى أجل غير مسمى.


  • قم بإعادة التوازن للبكتيريا النافعة بالامعاء :

 استخدم البروبيوتيكس لإعادة ملء القناة الهضمية بالبكتيريا الصحية النافعة ، لمعرفة المزيد برجاء قراءة هذا المقال
  • تناول الأعشاب والأدوية المضادة للفطريات :

و ذلك بعد الرجوع للطبيب المختص ، اهم الادوية المضادة للفطريات المستخدمة هي عقار Nystatin ، و اهم الاعشاب المستخدمة تشمل زيت جوز الهند و عشبة حليب الشوك و زيت القرنفل وزيت البردقوش ، ايضا خل التفاح و الثوم يساعدان في القضاء علي الكانديدا.

  • تجنب العوامل المسببة لعدوي الكانديدا :

و التي تم الاشارة اليها في اعلي المقال ، لا تتناول المضادات الحيوية أو الستيرويدات أو الهرمونات ما لم يكن ذلك ضروريًا من الناحية الطبية.

  • كن على دراية ببيئتك :

 حدد الفطريات والقوالب البيئية السامة المحتملة التي يمكن ان تنقل اليك عدوي الكانديدا في منزلك أو مكان عملك و تجنبها.

  • الحد من التوتر و الضغط العصبي :

تعلم كيفية الاسترخاء و تقليل حدة الضغط العصبي ، لمعرفة المزيد برجاء قراءة هذا المقال.
 

الأعراض التي قد تواجهها اثناء علاجك من الكانديدا


يمكن ان يؤدي قتل الكانديدا بسرعة في جسمك الي رد فعل استقلابي حيث يطلق أكثر من 70 سمًا مختلفًا في جسمك ، تشمل الأعراض التي تظهر اثناء تطهير الكانديدا ما يلي:

  • اختلال وظائف المخ.
  • صداع الراس.
  • إعياء و دوخة.
  • مشاكل الجهاز الهضمي بما في ذلك الانتفاخات والغازات والإمساك والغثيان.
  • التعرق والحمى.
  • التهابات الجيوب الانفية.
  • أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.
 لا تقلق عند ظهور بعض هذه الأعراض عليك اثناء فترة التخلص من الكانديدا ، عادةً خلال سبعة إلى عشرة أيام تغادر الكانديدا جسمك ، وخلال أسابيع قليلة فقط ، ستلاحظ زيادة في الطاقة والتركيز ، بالإضافة إلى التخفيف من الأعراض الأخرى التي عانيت منها قبل ذلك.

بعد أن تهدأ الأعراض ، وبعد إكمال التطهير والنظام الغذائي ، يجب عليك الاستمرار في تناول نظام غذائي غني بالبروتين والخضروات عالي الألياف ، والحد من الحبوب والفواكه والسكر والخضروات عالية النشا مثل البطاطس البيضاء ، استمر في تناول الخضروات المخمرة والغذاء الغني بالبروبيوتيكس لمساعدة جسمك على البقاء في حالة توازن و منع الكانديدا من مهاجمة جسمك ، و تذكر دائما ان الوقاية خير من العلاج.




دمتم في امان الله.