الروماتويد أو التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مناعي ذاتي مزمن يؤثر على مفاصل الشخص ويسبب ألمًا وتورمًا وتيبسًا وقيودًا مستمرة من حيث الحركة ، بالنسبة لمعظم الناس تميل أعراض الروماتويد إلى التفاقم في بعض الأحيان وتصبح أسوأ عندما ترتفع مستويات الالتهاب بالجسم ، لكنها تتحسن بعد ذلك لفترة من الوقت ، ثم تعود مرة أخرى.
في الوقت الحالي لا يوجد "علاج واضح" لمرض الروماتويد ، فقط طرق لتقليل أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي ، عندما لا تتم إدارة التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل جيد ، يمكن أن تتطور المضاعفات بمرور الوقت ، و يمكن ان تصل الى تلف المفاصل ، والتغيرات الهرمونية ، وتلف الأعصاب ، والتهاب الأوعية الدموية الخطير.
في حين أن العديد من البالغين يعانون من بعض أشكال الألم والالتهاب في وقت أو آخر ، فإن التهاب المفاصل الروماتويدي يختلف لأنه يمكن أن يستمر لسنوات ويؤثر عادة على المفاصل على جانبي الجسم في وقت واحد ، السبب الكامن وراء التهاب المفاصل الروماتويدي هو الالتهاب الذي ينجم عن تفاعلات المناعة الذاتية ويتسبب في تدهور المفاصل بمرور الوقت.
كما هو الحال مع اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى ، ينتج التهاب المفاصل الروماتويدي من مجموعة من العوامل المرتبطة بالوراثة ، وبيئة الشخص ونمط حياته ( مثل النظام الغذائي ومستوى النشاط) ، وهرمونات الشخص وجهازه المناعي ، عندما يصاب شخص ما بالتهاب المفاصل ، يهاجم الجهاز المناعي للشخص أنسجة جسمه السليمة ويسبب فقدان و تآكل الغضروف ، يؤثر التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل عام على أجزاء أخرى من الجسم ، بما في ذلك الأعضاء الحيوية والغدد الصماء.
أعراض مرض الروماتويد :
تنجم أعراض الروماتويد عن فقدان الغضاريف في المفاصل ، والتهاب الأنسجة المحيطة بالمفاصل وشد الفجوة بين المفاصل بسبب التورم ، مع التهاب المفاصل الروماتويدي ، يبدأ السائل الزلالي الذي عادةً ما يقوم بتشحيم المفاصل بالتكاثف والانتفاخ ، بينما يؤدي فقدان الغضروف في نفس الوقت إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل والعظام.
النتيجة هي أن المفاصل تصبح غير قادرة على الحركة بسلاسة (ضعيفة أو صلبة أو فضفاضة أو غير مستقرة) ويمكن أن تصبح مساحة التخزين المؤقت عادة بين العظام أصغر ، مما يحد من نطاق الحركة.
تشمل اشهر أعراض الروماتويد ما يلي :
- آلام المفاصل - يستمر التورم في بعض المفاصل وحولها لمدة ستة أسابيع أو أكثر. يمكن أن يتضرر أي مفصل بسبب التهاب المفاصل الروماتويدي ، ولكن الأكثر شيوعًا هو المعصمين والقدمين واليدين والكاحلين والركبتين.
- احمرار وسخونة بالقرب من المفاصل الملتهبة - عادة ما يحدث الألم في عدة مفاصل وعلى جانبي الجسم بدلاً من مفصل واحد.
- تصلب الصباح - الذي يكون عادة بعد الاستيقاظ مباشرة ويستمر لمدة 30 دقيقة أو أكثر ، يعاني بعض الأشخاص من تصلب الصباح لعدة ساعات كل صباح تقريبًا.
- صعوبة في الحركة بشكل طبيعي - بما في ذلك الانحناء أو صعود السلالم أو المشي أو ممارسة الرياضة.
- بالنسبة لبعض الناس فقدان الشهية أو الحمى المنخفضة الدرجة.
مضاعفات الروماتويد :
بالنسبة لبعض الأشخاص ، يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي مضاعفات طويلة الأمد بسبب زيادة الالتهاب في جميع أنحاء الجسم. يُعرف هذا باسم "التهاب المفاصل المنهجي" أو أحيانًا "التهاب المفاصل الالتهابي" ، وجدت الدراسات أن مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يشمل :
- ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- ضيق في التنفس وآلام في الصدر وصعوبة في التنفس بشكل طبيعي بسبب تندب الرئة وتلفها.
- مشاكل القلب وتلف الأعصاب الناجم عن انخفاض حركة الدورة الدموية والتهاب الأوعية الدموية (التهاب الأوعية الدموية).
- صداع متكرر.
- مشاكل الكلى واحتباس السوائل.
- آلام العظام وترققها.
- فقر الدم.
- تضخم الطحال وانخفاض عدد خلايا الدم.
- كتل صغيرة من الأنسجة تتطور حول المفاصل المنتفخة تحت الجلد ، وتسمى هذه "العقيدات الروماتيزمية" ويمكن أن تزيد من الاحمرار أو الألم. يصاب حوالي نصف المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي بالعقيدات الروماتيزمية ، وهي أكثر شيوعًا في المناطق العظمية المعرضة للحركة أو الضغط المتكرر (مثل الأصابع أو المرفقين).
- ضعف البصر ومشاكل العين ، مثل الحساسية للضوء والجفاف والاحمرار والألم.
- كثرة التهابات الفم واللثة.
- تغيرات في الشهية ، زيادة أو فقدان الوزن.
ما هي اسباب الروماتويد؟
الروماتويد هو أحد أمراض المناعة الذاتية ، مما يعني أنه يحدث بسبب ردود الفعل المعيبة للجهاز المناعي التي تتسبب في مهاجمة جهاز المناعة عن طريق الخطأ لمفاصل و أنسجة الجسم السليمة.
الالتهاب الذي يسببه الروماتويد يحدث في "الغشاء الزلالي" ، وهو النسيج الذي يبطن المفصل. تتسبب المواد الكيميائية المدمرة للجهاز المناعي في تآكل الغضروف الذي عادة ما يسد الفراغ بين المفاصل والعظام ، مما يسبب الاحتكاك والألم.
لماذا يهاجم جهاز المناعة الجسم ويحدث التهابًا في الأنسجة بما في ذلك المفاصل؟ يمكن أن يحدث الالتهاب المرتبط بـالروماتويد بواسطة عدد من العوامل ، وتشمل الآتي :
- ضعف صحة الأمعاء أو "متلازمة ارتشاح الأمعاء ".
- النظام الغذائي السيئ والحساسية الغذائية (الأطعمة التي تساهم في الالتهاب تشمل الكربوهيدرات المكررة والأطعمة المقلية والكثير من السكر).
- السمنة (خاصة إذا كان الشخص يعاني من السمنة قبل سن 55).
- العوامل الوراثية (يمكن أن تؤثر بعض الجينات على جهاز المناعة قد تجعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية).
- السمية الزائدة ، نتيجة التعرض للسموم البيئية و مسببات اضطراب الهرمونات.
- ضعف وظيفة المناعة بسبب مشاكل صحية أخرى أو اضطرابات المناعة الذاتية.
- التدخين.
قد يكون من الصعب أحيانًا تشخيص الروماتويد بشكل صحيح و تمييزه عن أمراض المناعة الذاتية الأخرى (مثل الذئبة أو الألم العضلي الليفي) لأن أعراضها يمكن أن تكون متشابهة في بعض الأحيان.
لا يوجد اختبار واحد يستخدم لتشخيص مرض الروماتويد ، بدلاً من ذلك يقوم أخصائي الروماتيزم بالتشخيص من خلال تقييم أعراض المريض والتاريخ الطبي والتاريخ العائلي ونمط الحياة ، إن الحصول على تاريخ طبي كامل وإجراء فحص بدني وأحيانًا الحصول على أشعة سينية أو فحص دم يمكن جميعها أن يساعد الطبيب في إجراء التشخيص.
العلاج الطبيعي لأعراض الروماتويد :
عادةً ما يستخدم الأطباء الذين يمارسون الطب التقليدي مجموعة من العقاقير الموصوفة (مثل مضادات الالتهاب والكورتيكوستيرويدات والعوامل البيولوجية التي تغير جهاز المناعة أو مسكنات الألم) للمساعدة في السيطرة على أعراض الروماتويد.
في حين أن هذه ضرورية لبعض الأشخاص ، إلا أن العلاجات الطبيعية يمكن أن يكون لها تأثير كبير من حيث المساعدة في تقليل الألم وتقليل التورم ومنع المزيد من تلف المفاصل وزيادة جودة حياة الشخص ، أيضا لن تتسبب العلاجات الطبيعية في آثار جانبية غير مرغوب فيها ، وهي شائعة بسبب استخدام أدوية التهاب المفاصل و تشمل تلف الكبد وفقر الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية وفقدان الشعر ومشاكل الكلى ومشاكل القلب.
فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها تقليل أعراض الروماتويد ومنع حدوث مضاعفات له بشكل طبيعي :
1. تناول نظام غذائي مضاد للالتهابات :
تساعد الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والأطعمة الكاملة غير المصنعة على التحكم في أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي بشكل أفضل ، يؤكد الخبراء على أهمية تناول "نظام غذائي صحي لالتهاب المفاصل" يتضمن الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند ، والكثير من الخضار والفواكه الطازجة ، و شوربة حساء العظم ، والأطعمة الغنية بالكبريت والأطعمة التي تحتوي بشكل طبيعي على أوميجا -3 (مثل الأسماك والمكسرات و البذور الغنية بالالياف).
من المهم أيضًا الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الالتهاب - مثل السكر المضاف والمكونات الاصطناعية والدهون المهدرجة و المتحولة والأطعمة السريعة والمواد المسببة للحساسية الشائعة مثل الجلوتين أو منتجات الألبان المبستر.
2. حافظ على نشاط جسمك :
على الرغم من أن الروماتويد يمكن أن يسبب تهيجًا للألم إلى جانب نطاق محدود من الحركة ، إلا أن البقاء نشيطًا بشكل عام أمر مهم للغاية للتحكم في الأعراض وإدارة التهاب المفاصل ، تميل آلام المفاصل المصاحبة للروماتويد إلى أن تكون أسوأ بعد فترات عدم النشاط (وهذا هو السبب في أن النوم يسبب تصلب الصباح) لذا فإن ممارسة التمارين لها فوائد عديدة لمرضى الروماتويد.
أفضل أنواع الأنشطة أو التمارين للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي هي تلك الأنشطة ذات التأثير المنخفض والتي لا تضغط بشكل مفرط على المفاصل الحساسة ، بما في ذلك ركوب الدراجات والمشي والتمارين الرياضية المائية واليوجا.
يجب أن يجمع روتين التمرين بشكل مثالي بين شكل من أشكال الأنشطة الهوائية مع تمارين القوة والتمدد لتحسين المرونة وقوة العضلات وصحة القلب والأوعية الدموية. عندما تصبح الأعراض سيئة للغاية ، تكون الراحة الإضافية مفيدة ، ومع ذلك لا يزال من الممكن أن تساعد تمارين الإطالة في تقليل حدة الالتهاب.
3. التقليل من الإجهاد والحصول على قسط كاف من النوم :
الحصول على قسط كافٍ من النوم والحد من الإجهاد العاطفي يسمحان للمفاصل بالشفاء بشكل أفضل ، لذا فإن هذه العادات مهمة بشكل خاص أثناء نوبات زيادة الالتهاب والألم والتورم والتصلب ، تزيد نوبات التعب والإجهاد من تفاقم الالتهاب ويمكن أن تساهم أيضًا في حدوث مضاعفات مثل آلام العضلات وانخفاض المناعة والالتهابات والإفراط في تناول الطعام وقلة النشاط وزيادة الوزن.
لقد وجدت الدراسات أنه من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء - مثل التأمل الموجه ، واليوجا أو التمدد ، والتنفس العميق ، و موازنة الهرمونات ، وتقليل الكورتيزول وتقوية المناعة و اتخاذ موقف إيجابي وتلقي الدعم من العائلة و الأصدقاء ،كلها تساعد بشكل كبير مرضى الروماتويد في التغلب على آلامهم.
4. السيطرة على الألم بشكل طبيعي :
تظهر الأبحاث أن تقنيات الحد من الألم الطبيعية ، بما في ذلك العلاج بالتدليك ، والوخز بالإبر أو العلاج بالضغط ، والزيوت الأساسية المستخدمة على الجلد ، والعلاجات الحرارية (مثل أكياس الثلج أو الحمامات الدافئة) كلها تساعد في تقليل أعراض الروماتويد ، كما أن العديد منها يعمل كمسكنات طبيعية للتوتر لأنها تعمل على تحسين وعي الجسم ، وتساعدك على البقاء نشطًا ، ويمكن أن تساعد في النوم ، وتخفيف التوتر أو القلق.
تشمل الزيوت الأساسية المستخدمة لالتهاب المفاصل (زيت الزنجبيل والبرتقال والمر واللبان و الكركم) ، يمكنك أيضًا محاولة استخدام العلاجات الموضعية على الجلد التي تحتوي على الساليسيلات أو الكابسيسين ، والتي تظهر بعض الدراسات أنها تساعد في تقليل آلام المفاصل.
5. استخدام المكملات الغذائية التي تساعد في تقليل الالتهاب :
تشمل بعض المكملات المضادة للالتهابات التي يمكن أن تساعد في تقليل آلام التهاب المفاصل ما يلي:
- مادة MSM
- مستخلص الكركم والزنجبيل.
- زيت اللبان الطبي.
- أوميجا -3
- مادة الجلوكوزامين.
دمتم في أمان الله.
2 تعليقات
ما شاء الله شرح وافي و كافي بارك الله فيك دكتور
ردحذفنسأل الله الشفاء و العافية.
بارك الله فيكم و من عليكم بالصحة و العافية.....شكرا لمروركم الكريم
حذف