الاثار الجانبية الضارة لسوء استخدام المضادات الحيوية


يجب أن نكون علي ادراك بالآثار الجانبية الضارة المترتبة علي الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية ، بالنظر إلى نطاق استخدام المضادات الحيوية ، نجد ان المضادات الحيوية احتلت المرتبة الأولى في فئة الأدوية الموصوفة الأكثر شيوعًا بالعالم حيث بلغت مبيعاتها حوالي 40 مليار دولار على مستوى العالم.

بداية من عام 2000 ارتفع الاستخدام البشري للمضادات الحيوية بنسبة 40 بالمائة تقريبًا ، ويقول بعض الاقتصاديين الآن أنه إذا لم يتغير شيء ، فستكون مقاومة المضادات الحيوية مسؤولة عن 10 ملايين حالة وفاة حول العالم بحلول عام 2050.

المضاد الحيوي هو دواء يستخدم لعلاج العدوي البكتيرية ، عندما ظهرت المضادات الحيوية لأول مرة في المشهد ، كانت تتكون من مواد مشتقة بشكل طبيعي مصنوعة من كائن حي دقيق لتثبيط نمو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى بشكل انتقائي ، و اشهر مثال علي ذلك البنسلين ، الذي اكتشف في عام 1926 ،  اما في الوقت الحاضر فيوجد العديد من المضادات الحيوية في السوق والكثير منها اصطناعي أو من صنع الإنسان.

من اشهر المضادات الحيوية و اكثرها شيوعا في الاستخدام ( أموكسيسيلين ، الدوكسيسيكلين ، سيفالكسين ، سيبروفلوكساسين ، كليندامايسين ، أزيثروميسين ، سلفاميثوكسازول / تريميثوبريم ، أموكسيسيلين / كلافولانات ، ليفوفلوكساسين).

تشمل بعض الاستخدامات الأكثر شيوعًا للمضادات الحيوية علاج حب الشباب والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الملتحمة ، والتهابات الأذن ، والأمراض المنقولة جنسيًا ، والتهابات الجلد ، والتهاب الحلق ، و الاسهال ، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي ، والتهابات المسالك البولية.

من المهم ملاحظة أن المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير على العدوى الفيروسية ، ولهذا السبب لا يجب استخدامها أبدًا لها ، اشهر الأمثلة على العدوي الفيروسية التي يختار فيها الأشخاص استخدام المضادات الحيوية عن طريق الخطأ هي (نزلات البرد أو الأنفلونزا و عدوى الحلق) ، ولكن لا ينبغي التوصية بذلك أبدًا ما لم تنشا عدوى بكتيرية ثانوية للعدوي الفيروسية. 





 الآثار الجانبية المحتملة للمضادات الحيوية

 

  • ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية :

 أحد أكبر المخاوف العامة عندما يتعلق الأمر باستخدام المضادات الحيوية هو حقيقة أننا نشهد الان انواع من العدوي البكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية ، لماذا يحدث هذا ؟ من المؤكد أن إساءة استخدام المضادات الحيوية والإفراط في استخدامها هو السبب الرئيسي ، وكذلك استخدام المضادات الحيوية في الطعام الذي نتناوله "خاصة اللحوم التقليدية ومنتجات الألبان" ، وايضا استخدام المضادات الحيوية في بعض الوجبات السريعة.
 
تعتبر مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية واحدة من أكثر مشاكل الصحة العامة اهمية في العالم ، حيث يمكن أن تتسبب مقاومة المضادات الحيوية في أن تصبح الأمراض التي كان يمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية عدوى خطيرة ، مما يطيل من معاناة المرضي للوصول للشفاء ، يمكن للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أن تنتشر إلى أفراد الأسرة وزملاء الدراسة وزملاء العمل ، وقد تهدد المجتمع بشكل عام.

  • الحساسية والربو :

تظهر الأبحاث الحديثة الآن وجود صلة بين استخدام المضادات الحيوية و وجود الحساسية ، حيث اوضحت دراسة ان هناك صلة بين الأطفال الذين تناولوا المضادات الحيوية (أو مضادات الحموضة) بين الولادة وستة أشهر من العمر ، و ظهور الحساسية و أيضًا الربو.

اوضحت الدراسة أن التعرض للمضادات الحيوية بكثرة في هذا السن يضاعف خطر الإصابة بالربو في الأطفال في المستقبل ، و ايضا يزيد من خطر الإصابة بالحساسية من الغبار والوبر وحبوب اللقاح بنسبة خمسون بالمائة (التهاب الأنف التحسسي) ، و حساسية العين (التهاب الملتحمة).
 
  • الإسهال :

الإسهال هو أثر جانبي شائع لتناول المضادات الحيوية ، ويمكن أن يؤدي إلى المزيد من المضاعفات مثل الجفاف واختلال توازن الاملاح بالجسم ، في بعض الحالات يمكن أن يستمر الإسهال حتى بعد أسابيع من التوقف عن تناول المضاد الحيوي ، و غالبا ما يرجع الاسهال الي اختلال نسبة البكتيريا النافعة التي تقضي عليها المضادات الحيوية بالجهاز الهضمي ، و بالطبع فانها تحتاج الي اعادة بناء مرة اخري بعد انتهاء اخذ المضاد الحيوي.

  • الإرهاق و الاجهاد :

قد تجعلك المضادات الحيوية تشعر بالإرهاق و الاجهاد ، هذا هو أحد الآثار الجانبية للمضادات الحيوية التي عرفت منذ عقود ، حيث يشعر الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية بالتعب أو يعانون من الإرهاق الشديد.

  • اللسان المتورم أو الأسود أو ( اللسان المشعر) :

و هذا من احد الاثار الجانبية للمضاد الحيوي الاموكسيسيللين.

  • اضطراب الدورة الشهرية عند النساء :

بعض النساء لا يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية بينما يعاني البعض الآخر عند تناول المضادات الحيوية ، نظرًا لأن كلا من المضادات الحيوية والهرمونات تحتاج إلى معالجة من قبل الكبد ، فمن المنطقي أن تناول المضادات الحيوية قد يؤثر على استقلاب هرمون الاستروجين والبروجيسترون عند المرأة ، مما يؤدي عند بعض النساء الي حدوث اضطراب بالدورة الشهرية.

  • الهلوسة والاضطراب الذهني وتمزق الأوتار :

في الآونة الأخيرة ، تصدرت فئة من المضادات الحيوية تسمى الفلوروكينولونات عناوين الصحف ، حيث يتوقع الخبراء أنها يمكن أن تتلف الميتوكوندريا وتتسبب في تلف الأعصاب الذي لا يمكن إصلاحه ، يحاول الباحثون الآن معرفة السبب وراء ذلك.

ترتبط الفلوروكينولونات بآثار جانبية مزعجة مثل الاكتئاب وضبابية الدماغ وحتى الهلوسة والاضطراب الذهني ، و هذا ما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منذ حوالي عشر سنوات ان تطلب من مصنعي المضادات الحيوية من الفلوروكينولون إضافة "تحذير باللون الأسود" لتحذير كل من الأطباء والمرضى من زيادة خطر الإصابة بالتهاب الأوتار وحتى تمزق الأوتار ، كآثار جانبية محتملة من هذه المضادات الحيوية.



كم تدوم الآثار الجانبية للمضادات الحيوية ؟

 

 يعتمد ذلك على نوع المضاد الحيوي والآثار الجانبية المحددة لهذا المضاد والاختلاف الفردي بين الاشخاص ، ولكن من المعروف أن الآثار الجانبية للمضادات الحيوية تستمر لعدة أسابيع ، على سبيل المثال ، في الحالات البسيطة من الإسهال بسبب استخدام المضادات الحيوية ، يمكن أن يستمر الإسهال لمدة تصل إلى أسبوعين بعد الانتهاء من تناول المضاد الحيوي ، بينما في الحالات الأكثر شدة ، يمكن أن تستمر الآثار الجانبية للمضادات الحيوية لعدة أسابيع.


بدائل المضادات الحيوية الطبيعية

 

هناك العديد من العلاجات الطبيعية المدهشة التي أثبتت الأبحاث أن قوتها قريبة جدا من المضادات الحيوية أو حتى بنفس قوتها ، و لكن بدون الآثار الجانبية غير المرغوب فيها للمضادات الحيوية.

امثلة لبعض اشهر بدائل المضادات الحيوية الطبيعية :
  • الثوم.
  • محلول الفضة الغروية (Colloidal Silver).
  • زيت الزعتر البري الطبي (Oregano essential oil).
  • الكركم.
  • عسل المانوكا. 
  • الزنجبيل. 


 دمتم في امان الله.