الغذاء النباتي - الغذاء الحيواني


تعتبر نسبة الغذاء النباتي الي الغذاء الحيواني احد اهم معايير اختيار الغذاء الصحي ، فاذا نظرنا الي هذه النسبة عند معظم الاشخاص ، نجد ان الاغلبية يعتمد غذائهم بشكل رئيسي علي الغذاء الحيواني مقارنة بالغذاء النباتي.

وهذا بالطبع غير صحي علي الاطلاق ، فاجسامنا مصممة ليكون للغذاء النباتي النسبة الاكبر علي الغذاء الحيواني ، فنحن كبشر لا توجد عندنا انياب حادة و كثيرة مثل الحيوانات المفترسة ، و ايضا لا يوجد عندنا حامض المعدة القوي المسئول عن هضم اللحوم بكفاءة ، و لا امعاء قصيرة مثل تلك الحيوانات المفترسة التي خلقها الله مهيئة لهذا النوع من الغذاء.

هذا لا يعني ان اكل اللحوم يجب ان يكون ممنوع علي الاطلاق ، و لكن يجب ان يكون نسبته اقل بكثير من الغذاء النباتي ، و ايضا لو نظرنا لهذه النقطة من منظور ديني ، سنجد ان الرسل و الانبياء كانوا ياكلون اللحوم ، و لكن لم نتسائل ابدا عن النسبة التي ياكلون بها اللحوم ن فالحقيقة ان تلك النسبة كانت تقارب المرة او المرتين في الشهر فقط ، و هذه النسبة مثالية للصحة و الحيوية.

و ايضا لو نظرنا من وجهة نظر بيئية و انسانية ، نجد ان كثرة استهلاك اللحوم و الاعتماد عليها بشكل رئيسي ادي الي اختلال في التوازن البيئي السليم.

و نجد ايضا ان ممارسات الانسان الحديثة من طرق ذبح الحيوانات الغير شرعية ، و عدم مراعاة ان تلك الكائنات تشعر و تحس ، و حبسها في الحظائر ، و اخذ الصغار من امهاتهم المرضعات ، كل هذا اساءة عظمي و ظلم لهذه الكائنات المسالمة ، و مخالف للفطرة السليمة ، فالله سبحانه و تعالي احل لنا اكل اللحوم و شرب الالبان و لكن بشروط و اداب و طريقة انسانية صحيحة.





من وجهة نظر طبية ، نجد ايضا ان اكل اللحوم بكثرة يزيد من درجة الحامضية بالجسم و التي تعتبر اساس جميع الامراض ، و نجد انها تمثل عبا ثقيل علي الجهاز الهضمي.

فهضم اللحوم ليس سهلا علي المعدة و الامعاء البشرية و في معظم الاحيان يكون هضم غير مكتمل ، كل هذا بالاضافة انه يجب ان تكون اللحوم من مصدر صحي نظيف ، و ان تكون اكلها من الحشائش الطبيعية غير مضاف اليها الكيماويات ، و ان لا تكون تم حقنها بهرمونات او عقاقير ضارة ، و ان تكون مذبوحة علي الطريقة الشرعية الصحيحة لضمان جودة اللحم و ان لا يؤثر سلبا علي صحتنا.

الغذاء الذي نتناوله لكي يكون غذاء صحي ، يجب ان تكون نسبة الغذاء النباتي به من 80 الي 90% من الخضروات و الفواكه الطازجة و الحبوب و المكسرات الي نسبة من 10 الي 20% من مصادر حيوانية نظيفة و موثوق بها.

هذا بالنسبة للاشخاص الاصحاء الذين لا يعانون من مشكلات صحية مزمنة و كبيرة ، و لكن في بعض الحالات المرضية الخطيرة كمرض السرطان ، فان الصحيح ان يكون الغذاء معتمد بشكل شبه كلي علي الغذاء النباتي فترة كافية.

و ذلك لاستعادة ميكانيكية الاستشفاء الذاتي بالجسم ، و التي تتطلب وجود الحالة القلوية بالجسم ، و الاتزان الهرموني ، و عدم اشغال الجسم باحمال اضافية عليه من هضم و تحليل اللحوم و تركه لتحليل الانسجة المريضة بالانزيمات اللازمة لذلك ، و ايضا زيادة قوة الجهاز المناعي اللازمة لمقاومة الامراض المختلفة.

يوجد مفهوم شائع بين الكثيرين ان البروتين الازم لنمو الجسم و العضلات ياتي فقط من المصادر الحيوانية.

مع انه لو نظرنا الي حيوان مثل البقرة فان جسمها ملئ بالبروتين و العضلات ، مع ان غذائها نباتي بنسبة مائة بالمائة و تاكل الحشائش و النباتات الطبيعية فقط ، فالحقيقة انه يمكن الحصول علي احتياجاتنا اليومية من البروتينات من مصادر نباتية و ليست مقصورة علي المصادر الحيوانية فقط.

فمثلا الطحالب البحرية مثل الاسبيرولينا و الكلوريلا تحتوي علي نسبة عالية من البروتينات الصحية الكافية لتغطية الاحتياج اليومي من البروتينات.

لذلك فيجب علينا اعادة تقييم نظرتنا الي نوعية الغذاء الذي نتناوله ، و ان نحاول ان نصل الي النسبة الصحية المناسبة من الغذاء النباتي الي الحيواني ، لكي تكون صحتنا في حالة جيدة و نكون دائما مفعمين بالصحة و الحيوية. 



دمتم في امان الله.