بداية الطريق الي الصحة النفسية

تعتبر الصحة النفسية و الصحة الروحية عاملان رئيسيان من عوامل الحياة الصحية ، و مكملان للصحة البدنية ، فالانسان خلقه الله من نفس و روح و جسد ، و كما ان هناك امراض جسدية ، هناك امراض نفسية و روحية و هناك اسس لصحة النفس و الروح ، كما ان هناك اسس لصحة الجسد.

بداية الطريق الي الصحة النفسية تبدا من وعيك بحقيقة المشاعر البشرية ، فيجب ان تؤمن بان المشاعر يمكنك الوثوق بها ، و انها وجدت لتعمل في صالحك لا ضدك ، و انها تفيدك و لا تضرك.


و من المهم ايضا ان تكون مدركا بتاثير المشاعر المختلفة عليك داخليا و ماذا تفعل بك ، فهناك معتقد خاطئ بان المشاعر لا يمكن التحكم بها ، فنجد الكثير من الاشخاص يقولون انهم لا يمكنهم السيطرة علي انفسهم و علي مشاعرهم ، و انهم كذلك و لن يتغيروا ، في حين ان الحقيقة انه يمكننا التحكم في مشاعرنا بدلا من ان نترك المشاعر تتحكم بنا و تستنفذنا.

التحكم في المشاعر يمكن تحقيقه ببساطة بعدم التفاعل ايجابيا او سلبيا مع ما يدور بداخلنا ، و لكن عوضا عن ذلك يجب ان ناخذ الوقت الكافي لنكون علي وعي و ادراك ان هذه المشاعر موجودة بداخلنا ، و انك انت عزيزي القارئ المتحكم بها و بمدي تاثيرها عليك.


فلتعتبر ان حياتك كالفيلم السينمائي ، و لكن انت هنا تلعب دور المؤلف و المخرج و الممثل ايضا ، فانت من تؤلف و تخرج كل شئ في حياتك سواء كان جيد ام سئ ، فهناك قانون يعرف بقانون التجاذب ، فعندما يكون تفكيرك ايجابي ستجلب الايجابية الي حياتك و عندما تكون سلبي ستجلب السلبية الي حياتك ايضا

و من هذا المنطلق يجب ان لا تدع لاحد اخر ان يكتب السيناريو الخاص بحياتك و يكون مخرجا لها ، و الا فلن يصبح فيلمك السينمائي خاص بك بعد ذلك و لا تحت سيطرتك انت.




عندما  تكون علي وعي بمشاعرك الداخلية ، و تصبح المايسترو المتحكم بها ، و ايضا تكون علي وعي بقانون التجاذب ، يمكن ان تحول المشاعر السلبية بداخلك الي مشاعر ايجابية.


فيمكنك ان تري في كل شئ تتعرض له ايا كانت صعوبته او شدته حكمة ربانية و شئ ايجابي يمكن ان تكون غير مدرك به ، او ستدرك به لاحقا ، او ان طريقة تفكيرك و استيعابك حجبت عنك رؤية الايجابية في هذا الشئ.

فلتسال نفسك عزيزي القارئ هذه الاسئلة:
  • في ما اقضي وقتي ، هل اقضيه في اشياء غير مفيدة؟
  • علام ينصب تركيزي ، علي التفكير في الماضي و القلق مما هو ات؟
  • هل استهلك وقتي و طاقتي في التفكير في اشياء غير هامة بالنسبة لي شخصيا؟
  • هل استهلك وقتي و طاقتي في البكاء علي الماضي او القلق من المستقبل؟

لو الاجابة بنعم علي اي من هذه الاسئلة ، فانت للاسف بدون قصد تدمر اغلي نعمة لديك و هي حاضرك.

يجب ان نكون علي وعي ان حاضرنا هو اهم شئ ، فالماضي لا يمكن ارجاعه و لن نستفيد شيئا من التفكير و الندم عليه ، و ايضا المستقبل لا يمكننا التنبؤ بما سوف يحدث به.


ايضا لا تقع في فخ الافكار السلبية مثل "عندما احقق هذا الشئ سوف اكون سعيدا ، و لن اكون سعيدا الا بعد تحقيقه" و لذلك فيجب ان ينصب تركيزك و تفكيرك كله علي الحاضر ، و اللحظة التي انت بها الان ، فلتكن سعيدا الان.

سنحاول في هذا القسم امدادك بكل شئ يفيد صحتك النفسية ، و ايضا سنتحدث عن الصحة الروحية ، و كيف باذن الله تعالي نستطيع ان نغير منهما للافضل.




دمتم في امان الله.