Bisphenol A

 

 

هل تساءلت يومًا إن كانت زجاجة المياه البلاستيكية، علبة الطعام الجاهز، أو حتى إيصال الدفع في المتجر بريئة حقًا؟ الحقيقة أن كثيرًا من هذه المنتجات تحتوي على مادة كيميائية تُعرف باسم البيسفينول A (BPA)، وهي مركب واسع الانتشار في حياتنا اليومية، لكن الدراسات الحديثة تكشف أن له آثارًا خطيرة على الصحة العامة والهرمونات والجهاز التناسلي.

ما هي مادة BPA وأين توجد؟


البيسفينول A هو مركب كيميائي يُستخدم منذ خمسينيات القرن الماضي لصناعة:

البلاستيك الصلب (البوليكربونات).

الطلاء الداخلي لعبوات الأطعمة والمشروبات المعدنية.

أدوات المطبخ وأواني التخزين البلاستيكية.

الإيصالات الورقية الحرارية في المحلات التجارية.

كيف نتعرض لها؟


عن طريق الطعام والشراب الملامس للبلاستيك المحتوي على BPA.

من خلال تسخين الطعام أو تخزينه في البلاستيك لفترات طويلة.

ملامسة الإيصالات الورقية الحرارية بشكل متكرر.

أضرار مادة BPA على صحة الإنسان

 

1. اضطرابات الهرمونات والخصوبة


تقلّد مادة BPA عمل الإستروجين في الجسم، مما يسبب اختلالًا هرمونيًا قد يؤدي إلى:

ضعف الخصوبة عند الرجال (انخفاض جودة الحيوانات المنوية).

اضطرابات الدورة الشهرية ومشاكل التبويض لدى النساء.

زيادة خطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.

2. تأثيرات الحمل والجنين


تعرض الأم الحامل لمستويات مرتفعة من BPA قد يؤدي إلى:

انخفاض وزن المواليد.

اضطرابات في نمو الأعضاء التناسلية للجنين الذكر.

زيادة احتمالية الولادة المبكرة أو الإجهاض.

3. السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي


مادة BPA مصنفة ضمن "obesogens"، أي مواد تعزز تراكم الدهون.

ترفع مقاومة الأنسولين، ما يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

4. تأثيرات عصبية وسلوكية


بعض الدراسات ربطت بين التعرض المبكر لـ BPA ومشاكل في النمو العصبي للأطفال، مثل:

فرط النشاط.

ضعف التركيز والانتباه.

مشاكل سلوكية في الطفولة المبكرة.

5. اضطرابات المناعة والالتهاب المزمن


BPA قد يحفز التهابات مزمنة تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية.

يضعف استجابة الجهاز المناعي ويفتح الباب أمام الأمراض المزمنة.

6. مخاطر محتملة للإصابة بالسرطان


هناك دلائل علمية تشير لاحتمالية ارتباط BPA بسرطان الثدي والبروستات، لكن الأبحاث ما تزال مستمرة لتأكيد العلاقة.

مصادر التعرض اليومية لمادة BPA


زجاجات المياه البلاستيكية (خصوصًا القابلة لإعادة الاستخدام).

الأطعمة والمشروبات المعلبة.

أدوات المطبخ المصنوعة من البلاستيك.

الإيصالات الورقية (الفواتير والإيصالات البنكية).

كيف تحمي نفسك من مادة BPA؟

 

1. اختيار البدائل الصحية


استخدم عبوات وأوانٍ من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

تجنب البلاستيك عند تخزين أو تسخين الأطعمة، خاصة في الميكروويف.

2. قراءة الملصقات بعناية


ابحث عن عبارة BPA-Free، ولكن كن حذرًا من البدائل مثل BPS التي قد تكون ضارة أيضًا.

3. تقليل استهلاك الأطعمة المعلبة


استبدلها بالأطعمة الطازجة أو المجمدة.

حضّر وجباتك في المنزل لتقليل التعرض للمواد الكيميائية.

4. الحذر من الإيصالات الحرارية


تجنب لمسها قدر الإمكان.

اغسل يديك بعد التعامل معها.

دور التغذية والطب الطبيعي في مواجهة BPA


تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والشاي الأخضر يحارب الجذور الحرة الناتجة عن BPA.

دعم وظائف الكبد بالأطعمة المطهرة للكبد مثل الكركم، الثوم، والكزبرة.

زيادة الألياف الغذائية تساعد على التخلص من السموم عبر الجهاز الهضمي.

خاتمة: خطوات بسيطة لحماية عميقة


التعرض لمادة BPA قد يكون أمرًا لا مفر منه في حياتنا اليومية، لكن تقليله ممكن بخطوات بسيطة واعية. اختر بدائل آمنة، قلل من الأطعمة المعلبة، واعتنِ بجسمك من الداخل بالتغذية السليمة. صحتك تستحق أن تحميها من السموم الصامتة.


هل تريد تقليل تعرضك للسموم البلاستيكية؟
ابدأ اليوم بخطوة صغيرة: استبدل عبوة مياهك البلاستيكية بزجاجية، واختر طعامك بعناية.
شارك هذا المقال مع أحبائك ليعرفوا كيف يحمون صحتهم أيضًا!